الاثنين، 6 فبراير 2012

فرحة يوم وغصة دهر

مابين فرحة وضيقة تاهت الأفكار
وبدأت بترجمة تمتمة افكاري لحروف
وبدأت اكتب واكتب حتى وصلت للنهاية..
وللأسف نهايتي كانت حزينه ..مقيته.. تكش ..لها الجنوب ..والأبدان
من اين ابدأ..من فرحه عارمه..لعودة المجلس المسروق من الشعب إلى الشعب...ام من فرحة سقوط رموز فساد العمل البرلماني..ام من فرحة عودة الحق لأصحابه...ام من فرحتي و التشفي برعاة الفساد..ونكستهم من النتائج
ام اقف حزينا على خسارتي لحسن جوهر الوطني...ام حزني على ٨٠٠٠ مواطن رشحوا واختاروا ممثلين عليهم لا لهم
ام اقف عند غصة القلب لما حدث قبيل الإنتخابات من اقتحام لمبنى الوطن...ولجوء الناس لأخذ حقها بأيديها...
هنا وجدت نفسي امام عدة قضايا ..لكن اخطرها ذو طابع إجتماعي لا سياسي
فقضايا البرلمان تحل بالبرلمان...لكن قضايانا الإجتماعية يجب ان نحلها بأيدينا لا ايدي غيرنا...فالحكومه مستفيده من هذه الفرقه..ونوابنا كذلك..و بقاء الطرفين مستمد من القضايا الطائفيه...لذى قررت ان اكتب عنها
وأطالب أصدقاء التدوين بالكتابة عنها...والتحرك لها

فاليوم غير الأمس...بالأمس كنا صف واحد لا نفرق بين الشيعي او السني ولا نفرق بين بدوي او حضري
ولا ننتقص حق الغير بل كنا أخوة وقفنا صفاً واحدا بوجه العدوان الخارجي والداخلي
الخوف لا ينحصر بجيلي بل بالجيل الآخر
فجيل الشباب الحالي ينظر للطرف الآخر بنظره مرعبه..تجعلني افكر بالغد بخوف وعدم اطمئنان
فالبدوي مثلا ينظر للحضري بنظرة اللص المغتصب لمال الوطن
والحضري ينظر للبدوي بنظري الغوغائي المجرم الغير محترم للقانون والبعض ينظر له بأنه دخيل على المجتمع
اما السني فيرمق الشيعي بنظرة العدو المتربص به...والشيعي عكس ذلك
لماذا هذا كله
ألسنا ابناء وطن واحد...السنا شركاء بالأرض
اذا لماذا لا نتعايش..؟
فإما ان نتقاتل وهذا هو (مصدر تخوفي)
وأما ان نتقبل بعض بعيدا عن الدين و بعيدا عن العائلة ..

لأننا نريد ان نربي أبنائنا كما ربونا آبائنا
كما رباني ابي على احترام العم بوجابر جارنا الشيعي
كما تعايشت مع أصدقاء طفولتي الحضر
وتعايشوا معي
كما كنا ايام الغزو متوحدين...كما حصل لشهداء بيت القرين عندما سالت دماء السنة والشيعة والبدو والحضر واختلطت لتروي هذه الأرض
ان اردت ان تمدح اجدادك وتفتخر بتاريخهم وبطولاتهم هذا شأنك وحق لك
لكن لا تنتقص من حق الطرف الآخر...ولا تختزل البطولات بقبيلتك او عائلتك وتقصي البقيه
ولا تخفي سيئاتك وتظهر حسناتك
وبنفس الوقت تذكر سيئات الآخرين ولا تذكر حسناتهم..
هنا مربط الفرس حاول ان تتعايش مع الطرف الآخر حاول ان تفتح قنوات حوار معه بعيدا عن الطائفة حتى يكون الحديث بدون مجاملات
وبدون ازدراء
دعونا نحاول ان نجمع شتات الشعب لا ان نزيده...دعونا نرد كيد المتسبب بنحره لا ان نساعده بالتهكم على الطرف الآخر..
ببساطة دعونا " نتعايش "

قبل ايام تكلم الدكتور عبيد الوسمي عن رجالات الكويت..وذكر عوائل المتوفين بحرب القصر الحمر و ذكر منهم ٧٧ديحاني
وبما ان أجدادي منهم

سأقول الآتي:
شكرًا يادكتور انك ذكرتهم لكن احب انوه
ان بالطرف الآخر يوجد رجال بنوا بلدي وهم ليسوا من ابناء القبائل...بل من الحضر...ومن الشيعة.. فلماذا ننتقص حقهم و لا نذكرهم
بل نوصمهم باللصوص..ولماذا نهاجم الأسرة الحاكمه بصفة الجمع...ومنهم شرفاء ولا يعجبهم ما يحدث الآن ..لماذا نزيد من تقوقع القبيلة على نفسها..ونعزز من تواجدها والعودة لها
ونحن ببلد مدني قائم على المؤسسات المدنيه والدستور الذي يكفل حقوقنا..ان كان هناك خلل..فأنت الآن نائب وعليك أن تسعى لإصلاحه..لا ان تكون معول هدم للدستور والقانون ودولة المؤسسات


كلامي قد لا يعجب البعض لكنه موجه للدكتور فقط
وهو صديق نضال قديم من الماضي السحيق
ويعرفني جيدا ويعلم أني اقول الحق ولا اجامل احد

هامش: الهدم دائما اسرع من البناء
لذا لا تكون معول الهدم بل كن احدى صخور البنيات المتراصة مع بعضها لتكمل بنيان الجدار
و جرب ان تبدأ بنفسك وان تفتح قنوات حوار مع الطرف الآخر ..وان تبتعد عن القذف والتهكم ..من اجل مستقبل أبنائنا ومن اجل غد افضل


ختامها شعر:
رُبَّ ركبٍ قد أناخوا عيْسَهُم
في ذُرَى مَجْدِهم حين بَسَقْ
سَكَــت الدَّهـــرُ زمــانًا عنهمُ
ثمَّ أبكاهمُ دمًا حين نَطَق..!

ليست هناك تعليقات: