السبت، 30 نوفمبر 2013

ولد بار يمرض ما يموت


ولد بار يمرض ما يموت

كثر الحديث عن موت الحراك الشبابي
وكثر الحديث عن فشله
بالنسبة لي .. الحراك لم يمت .. بل مرض و مازال حياً
فالحراك ولد بار بأمه
ممكن ان يمرض لكنه لا يموت
لأنه و بكل بساطه لا يرتبط بشخص بل يرتبط "بفكر"
فالأفكار تدوم و تخلد.. على عكس الإشخاص فلكل شخص اجل محتوم

لذا رأيت انه من الواجب علي ان اشرح أسباب مرض الحراك بوجهه نظري
ومن الواجب علي أيضاً
ان أشير وأوضح من هو الذي فشل


١-أسباب مرض الحراك:

الحراك الشبابي بدأ بفكرة و كافح و استمر بكفاحه حتى حققها
ومثال على ذلك :-
حملة "نبيها خمس" و حملة "إرحل"
وقد نجح نجاحا باهرا بتحقيق أهدافه

لكن أسباب مرض الحراك الأخير عدّة
منها
دخول وتغلغل المتسلقين به وقيادتهم له أيضاً
والذي قابله رفض و نفور بعض الشباب
وقابله إستحياء للبعض و خوف للبعض الآخر
استحياء من النقد و من جلد الذات العلني
وخوف من ردة فهل تابعين السياسيين الذين يطلق عليهم لقب "الشبيحة"
فهم يشتمون ويهددون ويرهبون كل من ينتقد رمزهم
وهذا السبب الرئيسي بإنتشار ظاهرة الخوف لدى البعض
ومازاد الطين بِلّه هو ربط الحراك بأسماء المشبوهين وتوزيع الألقاب عليهم
فمن غير المنطقي ان اعطي الأدارة لمن كان يعمل مستشار لدى سارق للمال العام
ومن غير المنطقي ان استشهد وأمدح مواقف شخص شارك بالمجلس الوطني وساهم بالانقلاب على الدستور
ومن غير المنطقي ان امدح موقف شيخ قبيلة وأطلق عليه لقب شيخ الشيوخ بوقت كنت ولازلت أطالب به بالدولة المدنية وإلغاء دولة المشيخة
ومن غير المنطقي ان أأتي بمستشار إعلامي سابق كان يعمل لدى مكتب سمو الرئيس السابق
مع كاتب صحفي متقلب الفكر ومتقلب المعازيب و كان يطالب بترميم البيت القبلي وضرب النسيج الإجتماعي واجعلهم واجهة للحراك إعلاميا
ومن غير المنطقي ان استبعد الشريف وأقرب المرتزق.!
كل هؤلاء
ساهموا بنفور الشباب الشريف الثائر من اجل وطنه والمجتمع على فكرة
وكل هذه التصرفات ساهمت بإحباطنا و بزيادة الحسرة بقلوبنا
ان كنتم تريدون شفاء الحراك من مرضة وعودته فعليكم بالآتي:
إقصاء كل من تدور حولهم الشبهات
والبدأ بالعمل على جمع الشباب لوضع رؤيا واضحة "مكتوبة"
فشفاء الحراك يتطلب مشروع دولة لا مشروع كرسي
ومشروع الدولة يأتي بالحوار ثم الإتفاق ثم العمل لإنجاحها
فعودة الحراك لا تأتي بهاشتاق
بل تأتي بعمل جماعي توافقي"مكتوب" يجمع عليه كافة الكويتين بكل شرائحهم دون اي استثناء.


٢-الفشل

كثر الحديث عن فشل الشباب وفشل الحراك
والحقيقة ان الحراك لم يفشل أبدا
لأن الفشل يرتبط بمن يملك السلطة
والحراك لا يملك سلطة حتى يفشل
الم يقولوا ان أسباب توقف عجلة التنمية بالبلاد هي النواب.؟
الم يعدلوا قانون الإنتخاب تحت ذريعة تنمية البلد.؟

هذا القانون و قد عدل
وهذا المجلس وقد عدلتم تركيبته
وفصلتوه على مقاسكم

عطوني إنجاز واحد لكم

انتم تملكون السلطة وتملكون البرلمان الآن
فماذا انجزتم.؟
لم تنجزوا شيئ سوى الفشل
فشلتم بحل أزمة السكن
فشلتم بحل أزمة الصحة
فشلتم بحل أزمة التعليم
فشلتم بحل أزمة المرور

ومع كل هذا الفشل نقرأ اخبار عن توزيع أموال وهبات لصالح دول أخرى لتنميتها.!!
وكأنكم تتعمدون استفزازنا وكأنكم تقولون لنا نحن نعاقبكم بسبب مطالباتكم بالإصلاح

ان الحراك لم يفشل
فالحراك ليست لديه مسئوليه تجاه ما سبق
وان الفاشل هو من يملك السلطة ولا يملك حل الأزمات
بل يكتفي بتوزيع الهبات ودفع الرشوة لشراء المرتشين كي يحافظ على كرسيه

ومع كل ما قلت يبقى السؤال قائما
هل مازلتم مقتنعين بفشل الحراك.؟
هل ما زلتم مقتنعين ان هذه السلطه قادرة على الحل.؟



ببساطة هي سلطة خرّبتها
وقعدتنا على تّلها


هامش:
معروف ان اغلب الشركات العائلية تأتي بمدير من الخارج كي ينمي الشركة ويزيد من نجاحها ليضمن استمرارها وليحافظ على أموالها ويكتفون هم بمجلس الإدارة فقط

رئيس الوزراء الشعبي هو الحل لنا والضمان لكم
لذا ما نحتاجه الآن منكم هو تنازل كتنازل عبدالله السالم عام٦٠ والذي احدث تطورا ملحوظا بالبلد في وقتها والذي مازلنا نعيش على ما تبقى منه


ختامها شعر:

فينا مَعاشِرُ لم يَبْنُوا لقومِهمُ
وإنْ بَنى قومُهُمْ ما أَفْسَدوا عادُوا
لا يَرْشُدونَ ولن يَرْعَوا لِمُرْشِدِهمْ
فالغَيُّ منهُمْ معاً والجَهْلُ ميعادُ
كانوا كمثلِ لُقَيْمٍ في عَشيرتِه
إذْ أُهْلِكتْ بالذي قد قَدَّمَتْ عادُ
أو بعْدَه كقُدارٍ حينَ تابَعَهُ
على الغَوايةِ أقوامٌ فَقَدْ بادوا
والبيتُ لا يُبْتَنَى إلا لـهُ عَمَدٌ
ولا عِمادَ إذا لمْ تُرْسَ أَوْتادُ
فإنْ تَجمَّعَ أَوتادٌ وأَعمدَةٌ
وساكنٌ، بلغوا الأمرَ الذي كادوا
وإنْ تجمَّعَ أقوامٌ ذَوُو حَسَبٍ
إِصطادَ أَمْرَهُمُ بالرُّشْدِ مُصْطادُ
لا يَصْلُحُ الناسُ فَوضَى لا سَراةَ لَهُمْ
ولا سَراةَ إذا جُهَّالُهُمْ سادُوا
تُلفَى الأمورُ بأهل الرُّشْدِ ما صَلَحَتْ
فإِنْ تَوَلَّوْا فبالأَشْرارِ تَنْقادُ
إذا تَولَّى سَراةُ القومِ أَمْرَهُمُ
نَما على ذاك أَمْرُ القومِ فازْدادُوا
أمارةُ الغَيِّ أنْ تَلقَى الجميعَ لدى
الـ إبرامِ للأمرِ، والأذنابُ أكتادُ
كيفَ الرشادُ إذا ما كنتَ في نَفَرٍ
لـهُمْ عنِ الرُّشْدِ أَغْلالٌ وأَقيادُ؟
أَعطَوْا غُواتَهَمُ جَهْلاً مَقادَتَهُمْ
فكلُّهُمْ في حبالِ الغَيِّ مُنْقادُ
حانَ الرحيلُ إلى قومٍ وإنْ بَعُدوا
فيهِمْ صَلاحٌ لِمُرْتادٍ وإرْشادُ
فسوفَ أجعَلُ بُعْدَ الأرضِ دونَكُمُ
وإنْ دنَتْ رَحِمٌ منكُمْ ومِيلادُ
إنَّ النجاةَ إذا ما كنتَ ذا بَصَرٍ
مِن أجَّةِ الغَيِّ إبعادٌ فإبعادُ
والخيرُ تزدادُ منهُ ما لقيتَ بهِ
والشرُّ يكفيكَ منهُ قَلَّ ما زادُ
الأفوه الأودي



- Posted using BlogPress from my iPhone