الجمعة، 15 أكتوبر 2010

الصعاليك

الصعلوك هو الخارج عن قبيلته الرافض للظلم والمتمرد على العرف
والصعاليك كانت لهم اهداف ساميه
وهي ان المال مال الله...ومن لديه من مال الله...فعليه مراعاه الفقير
وقيل بكرم الصعاليك
(كل صعلوك جواد)
وقيل بهم
لحى الله صعلوكا , إذا جن ليله
مُصافي المُشاش , آلفاً كلّ مَجزر
يَعٌدّ الغني من نفسهِ , كلّ ليلة
أصابَ قِراها من صديقِ ميسَرِ
البيتين اعلاه من لسان سيد الصعاليك
فالصعاليك ليسوا اسفل القوم بل على العكس تماما هم رجال نبلاء...وسيد الصعاليك وانبلهم ذاك الوقت
هو عروة بن الورد
وعروة بن الورد هو عروة بن الورد بن زيد بن عبدالله العبسي
وكان ابوه من اشراف بني عبس واحد فرسانها الذين شاركو بحرب داحس والغبراء
وكانت امه من نهد من قضاعه...وهي عشيره وضيعه وليست بذاك المستوى
فأثر ذلك على نفسه بقوله
ومابي من عارِ إخالُ علمتهُ....سوى أن أخوالي إذا نُسبوا نهدُ
كان فارسا نبيلا ورمزا للصعاليك ويعتبر زعيمهم
فقد كان يغير على الغني البخيل...ليعطي الفقراء
اما الغني الذي يعطي السائل حقه...ويصرف على الفقراء كان لا يغير عليه ابدا
وكان بزمانهم عندما يمرض احد يتركونه في بيته وحده حتى يموت
وكان عروة يأخذ المرضى ويعالجهم حتى يصحوا ومن ثم يضمهم لمجموعته ولا يعودو لأهله الا وهم مستغنون
وهنا نجد نبل هذا الصعلوك
والصعاليك بذاك الزمان انواع فمنهم من طرد من قومه॥ومنهم العبيد الهاربون من أربابهم...ومنهم من لم يعترف بهم ابوهم بسبب نسب امه
وهناك الصعاليك النبلاء
وهم الخارجون على قبائلهم وتجد بعضهم من عليه القوم وتصرفاتهم تدل على شجاعه وقوه
وعروة قد جعل للصعلكه مكانه ساميه॥بتفقده احوال الآخرين ونصره للمظلوم واجابته للسائل والمحروم ونستشعر هذا من قصائده فهو القائل
اُفرق جسمي في جُسومُ كثيرةُ
وأحسوا قِراح الماء والماءَ باردُ
والصعاليك من قبائل متفرقه لا يجمعهم الدم بل جمعهم تمردهم على المجتمع
واصبحوا بزمانهم قوه ضاربه ناصر للفقير
واصبحوا بزماننا قصه خالده نستشعر بها ان بالعصر الجاهلي كان هناك فكر وكانت هناك شجاعه وتمرد على العرف
ماكتبته هو اختصار لقصص وحكايا لعروة أرجوا ان اكون وفقت....وأن اخطأت بشيء فالبشر خطاؤن
وما انا الا بشر...اصيب وأخطيء
اترككم مع قصيده عروة بن الورد عل وعسى تعجبكم

أقِلّي عليّ اللومَ يا بنتَ مُنْذِرِ
ونامي، وإن لم تشتهي النوم، فاسهَري
ذريني ونفسي، أُمّ حسّان، إنّني
بها، قبلَ أن لا أملِكَ البَيعَ، مُشتري
أحاديثَ تبقى، والفتى غيرُ خالدٍ
إذا هو أمسى هامةً فوقَ صُيَّر
تُجاوِبُ أحجارَ الكِناسِ، وتشتكي
إلى كلّ معروفٍ رأته، ومُنكَر
ذَريني أُطوّفْ في البلاد، لعلّني
أُخلّيك، أو أُغنيك عن سوء محْضري
فإن فاز سَهمٌ للمنيةِ لم أكن
جَزوعاً، وهل، عن ذاك، من متأخر؟
وإن فاز سهمي كَفَّكم عن مَقاعِدٍ
لكم خَلفَ أدبارِ البيوتِ، ومنظر
تقولُ: لكَ الويلاتُ، هل أنت تاركٌ
ضُبوّاً برَجْلٍ، تارةً، وبمنسَر
ومُستثبتٌ في مالِكَ، العامَ، أنّني
أراكَ على أقتاد صَرماء، مُذكِر
فجوعٌ لأهلِ الصالحينَ، مَزَلّةٌ
مَخوفٌ رَداها أن تُصِيبكَ، فاحذر
أبَى الخفضَ من يغشاكِ من ذي قرابة
ومن كلّ سَوداءِ المعاصمِ تَعتري
ومستهنىءٍ زيدٌ أبوه، فلا أرى
لـه مَدْفَعاً، فاقْنَيْ حياءَكِ واصْبري
لحى اللَّهُ صُعلوكاً، إذا جَنّ ليلُهُ
مُصافي المُشاشِ، آلفاً كلّ مَجزر
يَعُدّ الغِنى من نفسه، كلّ ليلة
أصابَ قِراها من صَديقٍ ميسَّر
ينامُ عِشاءً ثم يصبحُ ناعساً
تَحُثّ الحَصى عن جنبِهِ المتعفِّر
قليلُ التماسِ الزادِ إلاّ لنفسِهِ
إذا هو أمسَى كالعريشِ المجوَّر
يُعينُ نِساء الحيّ، ما يَستعِنّه
ويمسي طليحاً، كالبعير المحسَّر
ولكِنّ صُعلوكاً، صفيحةُ وجهِهِ
كضَوءِ شِهابِ القابس المتنوِّر
مُطِلاَّ على أعدائِهِ يَزجرونَه
بساحتِهم، زَجرَ المَنيح المشهَّر
إذا بَعُدوا لا يأمنون اقترابَه
تشوُّفَ أهل الغائب المتنظَّر
فذلك إن يلقَ المنيّة يَلْقَها
حميداً، وإن يَستَغنِ يوماً، فأجدِر
أيهلِكُ مُعتمٌّ وزيدٌ، ولم أقُمْ
على نُدَب يوماً، ولي نفسُ مُخطِر
ستُفزِع، بعدَ اليأس، من لا يخافُنا
كواسع في أُخرى السّوام المنفَّر
يُطاعن عنها أوّلَ القومِ بالقنا
وبِيضٍ خفافٍ، ذات لونٍ مشهَّر
فيوماً على نَجدٍ وغاراتِ أهلـها
ويوماً بأرضٍ ذاتِ شَتٍّ وعرعر
يناقلن بالشُّمطِ الكِرام، أُولي القُوى
نقابَ الحِجاز في السريح المسيَّر
يُريح عليّ الليلُ أضْيافَ ماجِدٍ
كريمٍ، ومالي، سارحاً، مالُ مُقتر